الأحد 03 نوفمبر 2019
أثبت الاستخدام الفعلي للجيوش النظامية المدربة والمسلحة بأحدث الأسلحة المتطورة كالطائرات والدبابات والصواريخ وحتى أسلحة الدمار الشامل عجزه في ساحات المعارك في ظل أساليب القتال المبتكرة التي باتت تسيطر على البشر باستخدام تقنية النانو التي تمتلك مستوى ذكاء اصطناعي عالي. ويشير اصطلاح " أجيال الحروب" إلى مراحل تطور الحروب وتطبيقاتها وأساليبها واستخداماتها على الرغم من أنّ هناك تداخلاً بين كافة أجيال الحروب من حيث الأسلوب والاستخدام الفعلي للأسلحة والمعدات. ووفقاً للمحللين والاستراتيجيين فإن حروب الجيل الرابع كانت السائدة في العالم لفترة ليست بالقصيرة، إلا أن الأجيال اللاحقة من الحروب ستكون أكثر تعقيداً، نظراً لما توصلت له تكنولوجيا الأسلحة في العالم، حيث بات بإمكان عدوك أن يراك ويدمرك من حيث لا تراه.
تطور أجيال الحروب
هنالك عدد من الأسباب التي أفضت إلى تطور الحروب وتحولها، منها تراجع الصراعات المسلحة بين الدول، وتزايد وتأجيج الحروب الأهلية نتيجة تبدل الولاءات داخل الدول، والتكالب على السلطة، وزيادة الخلافات والاضطرابات بين طبقات المجتمع الواحد، والإخلال بتوازن القوى بين الدول، وهذا أدى إلى تطور الحروب وتحولها باستخدام أساليب وأدوات وتقنيات متطورة ومختلفة استخدمت فيها أحدث التكنولوجيا، حيث مرت الحروب بعدة أجيال:
- حروب الجيل الأول: وهي الحرب التقليدية بين دولتين، تتواجهان مباشرة بجيشين نظاميين.
- حروب الجيل الثاني: تعًرف بـحرب العصابات.
- حروب الجيل الثالث: يعرفها البعض بالحروب الوقائية أو الاستباقية.
- حروب الجيل الرابع): الحروب اللامتماثلة) شكل جديد للحروب وضع حداً لاحتكار الدولة، واعتمد بشكل أساسي على تدمير الروح المعنوية للدولة من الداخل، بتأجيج الصراع الديني، والعرقي، والثقافي، والتاريخي، واللاأخلاقي ليشمل كافة الدولة، بعيداً عن مواجهة القوة العسكرية النظامية. ويرجع تصاعد حروب الجيل الرابع لعدة عوامل قد تعيشها الدولة المدنية كتدني الظروف المعيشية، وانحطاط مستوى التعليم، واستشراه الفساد، وتفاقم الركود الاقتصادي، وتفشي الواسطة والمحسوبية، والظلم الاجتماعي وغيرها الكثير. وقد اتفق الخبراء العسكريون على أن حروب الجيل الرابع هي حروب أمريكية طورها الجيش الأمريكي وعرفوها بـ "الحرب اللامتماثلة" (بالإنجليزية: Asymmetric Warfare)، وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 شنت الولايات المتحدة الأمريكية حرباً على تنظيمات منظمة ومحترفة ولديها إمكانات وتقنيات متقدمة وليس دول، وعملت على استهداف المناطق الحيوية كالقاعدة في أفغانستان والعراق، وداعش في العراق والشام.
لقد تغيرت طبيعة الحروب في الجيل الرابع من الجيوش التقليدية المدججة بالعدة والعتاد إلى زمن تكنولوجيا الحروب الخاطفة، ومن الخطط العسكرية في ساحات القتال إلى استراتيجيات تتخطى الحدود والجغرافيا، لتصبح أكثر فتكاً ودماراً، ولتهدد مستقبل البشرية على كامل كوكب الأرض.
تعد حروب الجيل الرابع حروب ثقافات أكثر منها حروب سياسات أو كيانات دولية، هدفها تدمير العقل والإرادة قبل هزيمة وتدمير الجيوش، وتتميز بدمويتها وبتعدد جبهاتها، إذ يصعب التفريق فيما بينها. وقد سميت حروب الجيل الرابع بعدة تسميات مثل الحروب الهجينة، والحروب غير النظامية، والذئاب المنفردة، وصراعات المنطقة الرمادية، وهي تلك المنطقة التي تستخدم فيها التكنولوجيا المتقدمة، وتتميز أعمالها بالتدرُّج واستخدام الخداع والتضليل، كما تستغلُّ ضعف الحكومات وتفككها. ويعد التداول بعملة البيتكوين أحد أدوات حروب الجيل الرابع في العالم، حيث أن استخدام هذه العملة في الأسواق المالية هو نوع من أنواع المضاربات الوهمية بين المتداولين، والتي قد تؤدي إلى خلق مزيد من الإشكاليات والصراعات الجديدة على مستوى العالم.
حروب الجيل الخامس. (الحروب الهجينة) تعتمد مواجهات حروب الجيل الخامس على مجموعات صغيرة مدربة بأساليب مختلفة وباستخدام تكنولوجيا متطورة، تعمل داخل الدولة بعيداً عن مواجهة القوات المسلحة، وتستهدف المؤسسات والأهداف الحيوية في الدولة، محدثة خسائر كبيرة وباهظة مادية ومعنوية للعسكريين والمدنيين على حد سواء. وتعمل بالدرجة الأولى على تجنيد العديد من أفراد الشعب في صفوفها، وقوى معارضة من جمعيات ونقابات ومنتديات، وكم هائل لأعمال الطابور الخامس لبث الإشاعات، وينتمي هذا النوع من الحروب إلى الحرب الهجينة وهي الحرب التي تدمج مجموعة من الأنماط والأساليب القتالية المختلفة، كنموذج عصري لحرب العصابات، ومنهج حرب الأشباح. ويتميز هذا النوع من الحروب بأنه يستخدم بشكل كبير جداً العمليات الانتحارية، والكمائن، والأعمال الإرهابية المتطورة باستخدام التكنولوجيا الحديثة. ويتم تدريب هذه المجموعات على فنون القتال عالية الكفاءة، وحرب الشوارع وباستخدام تكتيكات الطعن والذبح والحرق، واستخدام السيارات المفخخة. وتتميز الحرب بانتهاج أسلوب التحالفات مع الدول التي تتعارض مصالحها مع الدولة المستهدفة.
حروب الجيل السادس: (حروب خلق الأضداد) وهي الحروب التي تدار عن بعد، أي أنها لا تعتمد على الاتصال المباشر بين الأطراف المتناحرة سواء للمقاتلين أم الاستخدام الفعلي للأسلحة المختلفة كالأسلحة التقليدية وأسلحة الدمار الشامل. كما تستخدم حروب الجيل السادس حرب المعلومات على نطاق واسع والذي له تأثيرات كبيرة على الروح المعنوية للعسكريين والمدنيين وعلى خطط وعمل القوات. وتلجا كثير من الدول الكبيرة إلى استخدام الحصار الاقتصادي، كنوع جديد من الضغط على الدول لإرغامها على قبول الشروط المطلوبة.
كما تلجأ إلى استهداف الدول أو الأفراد عن بعد عبر شبكة الإنترنت، أو بواسطة توجيه الذخائر الذكية على الأهداف أو الأشخاص عن طريق الأقمار الصناعية، كما حدث في غزة من اغتيال إسرائيل لبعض الشخصيات الفلسطينية. وقد انتهت حروب الجيل السادس عند القدرة على إحداث تغيرات في المناخ وإحداث كوارث طبيعية من خلال أسلحة النبضة الكهرومغناطيسية وغيرها.
حروب الجيل السابع: اعتبرها الاستراتيجيون أنها (حروب السيطرة على البشر)، وذلك بإدخال رقاقات صغيرة لجسم الإنسان من خلال قذفها فتخترق الجسم بألم لا يتعدى ألم قرصه بعوضة، وتستهدف المكان المخصص وفقاً لبرمجتها، ما يعني أنها تزرع بسهولة وبدون علم الشخص المستهدف، ومن ثم تتحكم به. وقد يكون الوصف خيالياً للكثير، ولكن بالاعتماد على تقنية النانو أصبح الأمر عادياً، إذ تعتمد تلك الرقاقات في تصنيعها على مكثفات كيميائية وبلاستيكية مهجنة تشبه المصل تدخل في الجسم، ويمكن زرعها بالدماغ، حيث تبرمج وتسيطر على الشخص ويصبح تحت إمرة المبرمج في تنفيذ ما يصدر له من تعليمات أو أوامر.
أسلوب عمل رقاقات الجيل السابع
يعالج غلاف الرقاقة بالهندسة البيولوجية، إذ تعمل المكثفات الكيميائية كالبطارية، والبلاستيك المهجن مع الدوائر ليكون جهاز إرسال واستقبال، ويكون متوافقاً مع أنسجة الجسم الذي تزرع فيه، وفي أماكن مختلفة من جسم الإنسان، وعندما تزرع في الجبين أو الأذنين فإنه يتم السيطرة على الدماغ، ويسبب الإعاقة في التفكير، وتشتيت التركيز، وقد تتطور إلى حالة انفصام في الشخصية وقد تبرمج لدفع الشخص للانتحار أو قتل آخرين قد يكونوا أعز الناس عليه، وهناك شواهد وأحداث في عالمنا كثيرة من هذا العمل الرهيب، وعندما تزرع في العينيين، فإنها تؤثر بشكل كبير على الرؤيا وقد تسبب العمى في أكثر الأحيان. ويمكن في أية لحظة تفجيرها بواسطة جهاز توقيت إما أن يكون داخل الجسم مع الرقاقة أو بواسطة التفجير اللاسلكي أو بإرسال أوامر صوتية عبر الترددات إلى مركز السمع في الدماغ وتخزين المعلومات ليتم تفجيرها في الوقت المحدد.
تطوير رقاقات الجيل السابع
تم تطوير الرقاقات مؤخراً واستخدمت فيها تقنية النانو وتقنية الميكروتشيب، ولا يمكن اكتشاف الرقاقة التي زرعت داخل الجسم إلا بأشعة الرنين المغناطيسي، ما يعني مدى ودقة صغرها، إذ يصل قطرها خمسة ميكرو مليميتر، أي واحد على عشرة من قطر شعرة من الرأس التي تقدر بخمسين ميكرو مليميتراً.
لقد أثبت العلم أنه يوجد في الدماغ البشري مناطق ترتبط ارتباطاً وثيقاً مع اتخاذ القرار، مثل قرار القبول أو الرفض، كما توجد مناطق ترتبط بالتحكم في السلوك، وتلك المناطق موجودة في جبهة الرأس، ويتم الكشف عنها بواسطة الفحص بالرنين المغناطيسي.
تنسجم الشريحة الإلكترونية الحيوية [Biochip] التي تُزرع في الجبين مع أنسجة الجسم، فكلمة [bio] تعني حيوي، وتصبح المهمة الرئيسية هي ربط تلك المنطقة من الجسم بمراكز التحكّم عن طريق الأقمار الصناعية والتوجيه عن بعد، وبذلك يتم إقناع كل الأشخاص الذين تمت زراعة تلك الشريحة بجباههم بأي أمر كان، حتى لو كان الأمر يتعلق بإيمان الشخص وعقيدته، وليس فقط بقناعاته الفكرية أو السياسية، وبذلك أصبح من الممكن السيطرة على قرار الشخص.
كما طورت رقاقة تزرع في جسم الإنسان لتحديد موقعه الجغرافي، حيث يمكن زراعتها في الأشخاص المشتبه بهم والمطلوبين للعدالة، أو الأشخاص المهمين والسياسيين والإرهابيين وغيرهم، وذلك لمتابعتهم عن طريق الأجهزة الأمنية والاستخبارية المختلفة على وجه التحديد، وقد سميت بالرقاقة القاتلة [Killer Microchip]. وتزرع تلك الرقاقات تحت الجلد في أماكن مختلفة من الجسم، وتصدر موجات راديو مشفرة يتم تعقبها بواسطة الأقمار الصناعية، لترسل جميع المعلومات المطلوبة للجهة المعنية عن هوية الشخص ومكانه، وفقاً للاختراع الذي قدمه مخترع سعودي وأفصح عنه المكتب الألماني للعــلامات التجارية وبراءات الاختراع [DPMA]. وفي إطار تطوير تلك الرقاقة يمكن وضع سم بداخلها، وعندما تصدر أوامر بقتل الضحية تقذف تلك الرقاقة الكترونياً لتفرغ ما بها من السم لتقتل حاملها.
كما تطور هذا الجيل إلى قضايا وأمور من الصعب تصديقها للكثير من الناس، مثل التحكم في المناخ كأين تمطر وأين لا تمطر، وإمكانية إحداث عواصف كهرومغناطيسية مدمرة، كما يمكن عمل عروض ضوئية بواسطة تقنيات العرض ثلاثية الأبعاد لا يمكن تميزها عن الحقيقة، بالإضافة إلى استخدام الخدع البصرية كإظهار بعض الشخصيات الدينية الذين استشهدوا منذ زمن طويل في السماء، وهذا الأمر خطير جداً، إذ يشكك بعض الناس في دينهم ومعتقداتهم، ويعتبروه تحريفاً للخطاب الديني.
أجيال الحروب الأخرى حروب الجيل الثامن (حروب الصوت الصامت): وصفها المفكرون بأنها تستخدم (الكيمتريل) وهو أحدث أسلحة الدمار الشامل، للحصول على تفاعلات كيميائية وعمل كوارث طبيعية مثل العواصف والأعاصير والزلازل والبرق والرعد والتصحر والجفاف لإحداث أضرار مدمرة في الأماكن المستهدفة. حيث تستخدم نظام الملاحة العالمي والتقنية الرقمية في اختراق نظم المعلومات، والقدرة على مسح خريطة النشاطات المغناطيسية للعقل البشري، وإمكانية استهداف أفراد وشعوب وهذا يعتمد على الحزم المستخدمة.
حروب الجيل التاسع: يعتبر الأعقد وهو ما يسمى بحرب العقول، إذ يعتمد بشكل أساسي على السيطرة المباشرة على العقل حيث يتم تحويل المعلومات المخزنة في الدماغ إلى سلاح، حيث تستهدف تلك المعلومة صاحبها دون إدراكه وتدفعه إلى الانتحار، وتستخدم أيضاً الأسماك والحيوانات والطيور كأدوات تجسس وسيطرة وتجنيد، بحيث تقوم بإلحاق أضرار كبيرة بالدول والشعوب المستهدفة عن بعد، أما الجيل العاشر فيستخدم فسيولوجيا الإنسان نفسه سلاحاً ضده، وقد أعلن عن نجاح صنع طاقية وبدلة إخفاء إلكترونية في معامل البنتاجون، كما نجح علماء ألمان في تطوير "معطف ثلاثي الأبعاد للتخفي".
الخلاصــــــــــــة
يدور الجدل والاستغراب أحياناً، والاستهجان أحيانا أخرى عما نراه ونسمعه في محيطنا وأمام أعيننا، وفي مقدور علمنا وتفكيرنا واستيعابنا فإنها أمور قد تكون غريبة وغير مفهومة، لكن هي الحقيقة التي قد يكون من الصعب تصديقها، وما يحدث في دولنا العربية مثل سوريا، والعراق، واليمن، ومصر، وتونس، وليبيا وغيرها من قتل وتدمير وانتهاج أساليب جديدة في القتال، وتغيير في المواقف والولاءات، إلا حروب حديثة متطورة استخدمت فيها أحدث التكنولوجيا في العالم للتحكم والسيطرة على البشر لأغراض ومصالح تلك الدول.
تعد حروب الأجيال الحديثة الأحدث والأخطر عبر التاريخ، وسمي أغلبها بالحروب اللاتماسية، لما لها من تأثيرات كبيرة على الإنسان وحياته وظروفه المعيشية، إذ تستطيع بأدواتها وتقنياتها ودقتها أن تخضع الجميع أشخاصاً وجماعات ودولاً تحت السيطرة، لتتحكم في أعمالهم وتصرفاتهم وأدائهم، وينفذون ما يصدر إليهم من أوامر وتعليمات دون تردد، وهذا ما تنشط به الولايات المتحدة الأمريكية حالياً كونها الأكثر تقدماً اقتصادياً وتكنولوجياً. لكن من المهم علينا جميعاً الإلمام بهذه الحروب ومعرفتها للتصدي لها ومواجهتها بقدراتنا، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق مراكز الدراسات، والبحث العلمي، وصناع القرار.