الأربعاء 05 أغسطس 2015
نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية يوم الأربعاء، محاضرة بعنوان "مشروع القوة العسكرية العربية المشتركة: الأبعاد الاستراتيجية"، ألقاها اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح المعايطة، عضو هيئة التوجيه بكلية الدفاع الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمقر المركز في أبوظبي.
حضر المحاضرة عدد من الدبلوماسيين، والكتاب والصحفيين، وجمع كبير من المهتمين بالشؤون والقضايا العربية والإقليمية والدولية.
في بداية المحاضرة تقدم اللواء صالح المعايطة بالشكر إلى الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على دعوته للحديث عن هذا الموضوع المهم، مثمناً دور مركز الإمارات الذي يعد علماً ومعلماً في مجاله وفي دعم صانع القرار بدولة الإمارات العربية المتحدة، وإثراء الساحة الفكرية بما ينظمه من أنشطة متعددة تتناول قضايا مهمة وحيوية.
وتحدث المعايطة عن مفهوم التعاون العسكري العربي، مشيراً إلى أن الحديث عن قوة عربية مشتركة يعني تعاونا عسكرياً عربياً من حيث المفاهيم الاستراتيجية والعملياتية، وتكامل توظيف الموارد بما يجعل هذه القوة قادرة على حماية الأمن القومي العربي، وشدد على أن مستجدات البيئة الاستراتيجية إقليمياً ودولياً تؤكد أن الدول العربية في حاجة إلى قوة عسكرية مشتركة. كما تحدث عن تداعيات أحداث "الربيع العربي" وتنامي خطر الجماعات المتطرفة مثل "داعش"، وتزايد مخاوف اندلاع صراعات طائفية في المنطقة وأطماع بعض القوى الإقليمية. كما استعرض المحاضر تجارب التعاون العسكري العربي المشترك، مشيراً إلى أن هذا التعاون برز في بداية خمسينيات القرن الماضي، ولكن بمراحل ومستويات محدودة، لافتاً إلى وجود مجموعة من المرتكزات والأبعاد لمشروع القوة العسكرية العربية المشتركة الذي اقترحته مصر، ومن بينها تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وتوحيد المفاهيم الاستراتيجية المتعلقة بالقوات المسلحة ومسارح العمليات، ومراجعة تجارب الدفاع العربي المشترك والخبرات السابقة في تشكيل قوات عربية مشتركة للتدخل في النزاعات العربية، والأخذ في الاعتبار طبيعة الصراعات القائمة والاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية.
وذكر المعايطة أن هناك تحديات عدة تواجه تشكيل القوة العسكرية العربية المشتركة، أهمها تفكك بعض الجيوش العربية وانهيارها وغياب التوافق والإجماع العربي، معتبراً أنه يمكن التغلب على هذه التحديات من خلال بناء قوات " درع الجزيرة" وتحالف "عاصفة الحزم" في اليمن لتشكيل تحالف عربي قوي أو "ناتو عربي"، وأشار إلى أن عملية "عاصفة الحزم" قد حولت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى رافعة صلبة تؤسس لنظام "شرق أوسطي عربي" لا يوجد فيه مثلث الدول غير العربية "إسرائيل وتركيا وإيران".